الحاجات الفسيولوجية
إن كان أخ وأخت عريانين ومعتازين للقوت اليومي, فقال لهما أحدكم " أمضيا بسلام , استدفئا وأشبعا " ولكن لم تعطوهما حاجات الجسد ,فما المنفعة ؟ يعقوب 16,15:2.
ما هي الحاجات الفسيولوجية ؟
هي الحاجات التي تتعلق بالحفاظ على الجسم باعتباره كياناً عضوياً حيوياً ومن أمثلة هذه الحاجات الحاجة إلى الطعام والماء والأكسجين والدفء إذا لم تشبع الحاجات الفسيولوجية بطريقة جيدة وسوية وغير مغالى فيها على قدر استطاعتنا لن نستطيع إشباع بقية الحاجات بطريقة جيدة .
ولذلك علينا أن نراعي الآتي :
+ عند نوم الطفل يراعى أن يكون الغطاء ملفوفاً حول جسمه ومحكم كما كان وضعه في رحم الأم
+ قد يكون سبب صراخ طفلك أحدى الأسباب الآتية :
1. شعوره بالبرد أو بالحر .
2. شعوره بالجوع .
3. يعاني من آلام أو مغص في البطن .
4. شعوره بالخوف وعدم الأمان وفي هذه الحالة يحتاج إلى بعض اللمسات الحانية من الأم فمن الممكن أن تغني له أغنية أو تنادي عليه .
التغذية
السنة الأولى للطفل
+ عملية التغذية عملية هامة بالنسبة للطفل إذ تكاد تكون الشئ الوحيد الذي يشغله في الأشهر الأولى، ويرجع أثرها إلي تكرارها مرات عديدة كل يوم،وإلى ارتباطها في ذهن الطفل بالأم.وهى أول شخص تتكون حوله عواطف الطفل.
وهناك كثير من المشكلات السلوكية أسبابها من معاملات معينة أثناء تناول الطعام.
وسنوضح هنا بعض الإرشادات الخاصة بالتغذية :-
1. الرضاعة الطبيعية:ينصح الأطباء بأهمية الرضاعة الطبيعية طوال الستة شهور الأولى من عمر الطفل ولا يأخذ معها أي سوائل أو ماء أو أي إضافات غذائية خارجية ثم يتبع ذلك تغذية سليمة متدرجة من الشهر السابع مع استمرار الرضاعة الطبيعية حتى سن سنة. أما الرضاعة الصناعية لا يجب تناولها إلا بقرار من الطبيب وذلك لأن جدار أمعاء الرضيع تكون كالشبكة حتى الشهر السادس فيمتص الأغذية دون هضم وقد تسبب له حساسية فيما بعد.
2. في الثلاثة أشهر الأولى يكون الطفل خائفاً من العالم الواسع حوله ولكنه يشعر بالأمان مع الأم عندما يكون في حضنها ويسمع دقات قلبها , ولذلك تفضل الرضاعة الطبيعية, وفي الظروف التي تستدعي رضاعة صناعية لابد أن يكون الطفل في حضن أمه أثناء الرضاعة كما يفضل أن يهدهد الطفل ويلاطف بحركة هادئة حانية حتى يشعر بوجودها الدائم ولأن ذلك يعطيه ثقة بنفسه وبالأم.
3. لا تجعلي الرضاعة شيئاً مقلقاً لطفلك فلا تسحبي البزازة أو صدرك بشكل مفاجئ فهذا يجعل الطفل يشعر أن طعامه قد يفقد منه .
4. من سن4– 6 أشهر إذا رفض الطفل وجبة معينة يجب استبدالها بأخرى لفترة حوالي أسبوع ثم نبدأ المحاولة معه مرة أخرى أو إضافة قليل من العسل لها لتغيير مذاقها .
5. إذا شعرتي أن طفلك أثناء الرضاعة خائف أو مضطرب حاولي تهدئته أثناء الرضاعة بحركة خفيفة هادئة وصوت موسيقى أو أغنية ناعمة تصدر منك.
6. لا تضغطي على طفلك لتناول الطعام ولكن عندما يجوع يأكل .
مرحلة الفطام:يجب مراعاة أن تكون عملية الفطام تدريجية بحيث يمكن استبدال رضعه من الرضعات بأكله مناسبة وهكذا حتى يتم الفطام،ونحذر من الفطام الفجائي لأنها تؤدى إلي حرمان الطفل من العاطفة أو استخدام مادة الصبار المرُ حول الحلمة.
فقدان الشهية: من 6 أشهر حتى سن سنة يتذوق الطفل طعم مأكولات أخرى متنوعة غير لبن الأم الذي تعود عليه , مما يسبب أحياناً فقدان لشهيته , وذلك إلى جانب رغبته في إطعام نفسه بنفسه ,أو التعامل مع الأشياء بحرية واللعب معها مما يؤدي ذلك كله إلى اتساخ ملابسه واتساخ المكان وعصبية الأم واتخاذ وقت أطول للانتهاء من غذاءه
عند بحث هذا النوع من المشاكل يجب أن نعرف إن كان فقدان الشهية دائماً أو مؤقتاً.أو ظهوره فجائياً أو تدريجياً.فإذا كان الفقدان فجائياً قد يكون السبب ارتفاع في درجة الحرارة أو التقززمن نوعية معينة من الأكل أو الحالات النفسية الحادة كالغضب واليأس والحزن وما شابه ذلك كذلك علينا أن نعرف إن كان فقدان الشهية عاماً من جهة تناول جميع المأكولات أم خاصاً من جهة تناول بعضها دون البعض الآخر.
وعند دراسة الأسباب التي تؤدى إلى فقدان الشهية:-
1. يجب الاتجاه أولاً لدراسة العوامل الجسمية عند الطبيب المختص بفحص ما قد يكون هناك من إمساك أو سوء هضم أو غير ذلك.
2. تتجه الدراسة بعد ذلك إلي نوع الغذاء فقد يتجه الأطفال إلى تناول بعض الحلويات أو غيرها أو تناول المشروبات الغذائية قبل مواعيد الأكل مباشرة مما يجعله يفقد الشهية.
3. معروف إنه في أثناء الانفعالات الشديدة لا يقوم الجهاز الهضمي بأداء عمله أو يؤديه ناقصاً.ولذلك يجب أن نؤجل للطفل وجبة طعامه إن كان في حاله انفعالية شديدة حتى يهدأ منها.
4. بعض الآباء يكثرون من التنبيهات في أثناء تناول الطعام فينتهزون فرصة تناول الطعام لتلقين الطفل آداب الأكل وتقاليده مما يصرف الأطفال عن الطعام نفسه.
ويجب أن يذكر الآباء إن الطفل يتعلم آداب المائدة بمرور الزمن عن طريق التقليد والممارسة المتدرجة لا عن طريق التلقين والشرح.
موقف الآباء وما يترتب عليه:
· يختلف الآباء في درجة اهتمامهم بصحة الأطفال،وذلك الاهتمام الذي يصل في أقل درجاته إلي الإهمال وفي أكبر درجاته إلي القلق الزائد ونظراً لأهمية الأكل في نظر الأطفال أنفسهم فإننا نجد أن الأطفال في حالة إهمالهم قد يحلون مشكلاتهم بأنفسهم.
· أما في حالة القلق على الطفل فإننا نجده يفقد ثقته في والديه إذا أحس بضعفهما،ويحتمل أن ينتقل قلق الآباء نحو الأبناء إلي الأبناء أنفسهم فيصبح الابن قلقاً على نفسه ضعيف الثقة فيها. وينظر الآباء عادة إلي قلقهم هذا على أنه نوع من الحب والعطف وفي كثير من الأحيان على إنه واجب الأباء تجاه الأبناء ويجب القيام به .
· كثيراً ما يحدث أن تقوم الأم بإغراء الطفل ورجائه والتوسل إليه وأحياناً يجرى الطفل في أرجاء المنزل والأم تجرى ورائه بغذائه لعله يتناوله.هذا منظر يشعر الطفل بسيطرته وتملكه الموقف. وكثيراً ما تأمر الأم طفلها بتناول الطعام فإذا رفض تلجأ إلي تهديده.وهكذا قد تتأرجح الأم بين الأمر والأغراء والتهديد والإقناع والوعد بثواب أو الوعيد بالعقاب وما إلي ذلك من الأساليب المضطربة التي يترتب عليها اضطراب الطفل نفسه وزيادة تمسكه بموقفه لأنه يشعر فيه بقوته.
· وأحياناً تشكو الأم حال طفلها إلي جيرانها أو زوارها وتقول أنها غلبت على أمرها معه ولا تدرى ماذا تفعل. وعند سماع الطفل ذلك فأنه يكون سعيداً بأنه جعل شخصاً كبيراً كأمه تفشل أمامه وتعترف بذلك.
· ويؤثر الآباء في أبنائهم دون أن يشعروا عن طريق الإيحاء فكثيراً ما يحدث أن طفلاً يرفض اللبن أو أي نوع آخر من الطعام لأن الأم قالت أنها لا تحب اللبن أو النوع الآخر من الطعام أو يرفضه لأنه رفضه مرة فقالت الأم: أن أبنها لا يحب اللبن بذلك تثبت لديه الفكرة عن طريق الاتجاه الذي وجهته فيه الأم. وثبوت الفكرة يؤدى وظيفة هامة وهى أن الطفل أصبح له خاصية مميزه يتكلم عنها الناس.
من سن عام إلى عامين :
1. عند إعداد المائدة للطعام يشاهد الطفل أماكن الأدوات ( خلف , بجانب , أمام ) مع التحدث عنها ( المعلقة بجانب الطبق ,الكوب أمام الطبق ) .
2. حينما يساعدك الطفل في إعداد المائدة ,أطلب منه أن يساعدك في تحديد أماكن وضع الأدوات (خلف , بجانب , أمام ) .
في سن المدرسة :
+ قد يكون سبب عصبية طفلك وخاصة عند رجوعه من المدرسة هو الجوع فاحرصي على أن يكون الطعام جاهزاً عند رجوع أطفالك من المدرسة .
+ عندما يلعب الطفل يحرق كمية كبيرة من الطاقة أثناء اللعب لذلك علينا أعطاء الطفل بعض الحلوى أثناء اللعب .
+ احرصا أيها الوالدان على توصيل رؤية صحيحة عن الطعام وذلك عند عدم المقدرة على شراء لحوم أو أسماك وأقتضى الأمر أن يكون الأكل فول أو بطاطس أوجبن فاحرصا على شرح فوائد الفول مثلاً وأنه يحتوي على بروتينات مثل اللحم وأننا يجب أن نأكل غذاء متكامل يحتوي على خضروات وفواكه ومواد كربوهيدراتية ( أرز – مكرونة- خبز ) و على قدر من السكريات و لا نركز فقط على نوعية واحدة من الطعام .
+ لا تستجيب إلى طلبات طفلك المستمرة للحلوى فذلك يسبب فقدان الشهية ويؤدي إلى عدم ضبط النفس .
+ عندما يطلب الطفل حلوى بأثمان باهظة زيادة عن المصروف المحدد له لا تقل له ليس لدينا المال الكافي ولكن اجعله يعرف ما هو راتبك الشهري وكيفية تقسيمه ما بين إيجار المنزل وفواتير الكهرباء والتليفون والماء وان جزء من هذا الراتب مخصص للمصروف حتى يتعلم التخطيط وإدارة الميزانية.
+ من الأخطاء الفادحة تناول الطعام أمام شاشة التليفزيون وذلك للأسباب الآتية :
1. لا يدرك الطفل كمية الطعام التي يتناولها وبالتالي لا يشعر بالشبع ويؤدي ذلك في بعض الأحيان إلى السمنة .
2. تفقد الأسرة الاتصال ببعضها البعض حيث لا يوجد حديث دائر بينهم فالكل منتبه إلى التليفزيون.
3. لا توجد فرصة لتعديل السلوكيات الخاطئة أثناء الطعام مثل ( عدم مضغ الطعام جيداً – مضغ الطعام بصوت عالي – فتح الفم أثناء الطعام – الأكل بأصابع اليد كلها – أن يأكل الطعام الموضوع أمامه فقط .
+ الحرص على أن تتناول الأسرة بأكملها , على الأقل وجبة واحدة ساخنة طازجة مع بعضهم البعض لأن ذلك يعطي فرصة أكبر للترابط بين أفراد الأسرة.
+ الحرص على الصلاة قبل الأكل كي يبارك الله في هذا الأكل حتى ولو كان قليل جدا
+ أن تحرص الأم على الصلاة أو تلاوة بعض المزامير أثناء طهي الطعام حتى يبارك الله فيه ويجعله مقبولاً عند أولادها .
+ يجب أن تحرص الأم على سؤال طفلها عن الطعام الذي يرغب في أكله إذا كان ذلك متاح حتى يتعلم كيفية إتخاذ القرار .
+ إذا امتنع الطفل عن تناول الطعام الذي طلبه لا تقدم له الأم أي طعام آخر حتى يتعلم تحمل المسؤولية .
+ إذا لم يكن متوفر نوع الطعام الذي طلبه الطفل تقول له الأم ذلك بكل هدوء واحترام وتحاول أن توفر له طلبه في اقرب وقت ممكن وتعده بذلك وتحرص أن تفي بوعدها .
+ وأخيراً يجب أن نراعي حدود الذوق واللياقة والاحترام عند تقديم الطعام لأطفالنا فلا نتفوه بألفاظ بذيئة مثل ( أطفح بالسم الهاري – هتطفح أيه إنها رده – أنا هأقضي عليكم أكل منين ....)
· يتبين من كل ما تقدم وجوب الاهتمام بتغذية الأبناء مع وجوب التخلص من القلق. ويجب أن نذكر أن مناسبة تناول الطعام فرصة لتعليم الطفل الاعتماد على نفسه ويتعلم التعاون وما إلي ذلك.
· ترجع أهمية التغذية من ناحية التربية إلي أن تناول الطعام عملية يكررها الطفل مرات في كل يوم ولذا كان تناول الطعام مجالاً صالحاً للتربية واعتماد الطفل على نفسه في إطعام نفسه الذي يؤدى بالتالي إلي ثقته في نفسه واستقلاله عن أمه واعتماده على نفسه في بقية أموره.
· قد يعترض البعض على أن الطفل لا يمكنه أن يستعمل أدوات الأكل، ولكن يرد على هذا أيضاً أنه لا يتعلم إلا عن طريق الممارسة والمحاولة الشخصية وارتكاب الأخطاء وتصحيحها بنفسه وبشئ من إرشاد من حوله له.
· كما يجب مراعاة قدرة الطفل بإعطائه أدوات الأكل المناسبة من حيث حجمها ووزنها وسهولة استعمالها كذلك يلاحظ أن قابلية الأطفال لتناول الطعام وسهولة هضمه والاستفادة منه يتوقف على نشاطهم ومرحهم وسرورهم وانتظام غذائهم وخروجهم للفسحة في الهواء الطلق. ويتوقف كذلك على جو المنزل وشعورهم بمركزهم منه وكذلك تتوقف على جو المدرسة وشعور الأطفال بنجاحهم فيها.
انتبهوا أيها الخدام
- إذا كانت هناك وجبة تقدم في أثناء مدارس الأحد بعد القداس يجب أن نراعي أن تقدم هذه الوجبة بعد القداس مباشرة لإن الأطفال في هذا السن لا يستطيعوا تحمل الجوع فترة طويلة ويؤدي بهم ذلك إلى تصرفات لا نفهمها نحن الكبار مثل كثرة الحركة و الشجار المستمر وعدم التركيز أثناء الدرس .
- إحرص أيها الخادم على تناول ولو جزء بسيط من الوجبة مع الأطفال حتى تعيش معهم حياة الشركة مراعياً أن تسدد إحتياجاتهم هم أولاً فلا تأخذ نصيب أحد الأطفال وتتركه جائعاً لتعلمهم الشركة .
- إحذر أن تحرم أحد مخدوميك من الوجبة لأنه قام ببعض الشغب في الفصل أو لأنه لم يسمع الكلام .......إلخ . إرجع بذاكرتك إلى معجزة إشباع الجموع ،وكيف أشبع ربنا يسوع الجموع خوفاً عليهم ألا يخوروا في الطريق ،ولم يقسمهم إلى مجموعات إحداها انصتت إليه فأعطاها نصيب أكبر، ومجموعة لم تنصت فأعطاها نصيب أقل ومجموعة قامت ببعض الشغب فلم يعطها شيء ،تُرى هل أنصت الجميع إليه بإهتمام ؟ وهل لم يحدث أي من الأطفال الموجودين شغب لا أعتقد ومع ذلك أشبع الكل .
الملائكة الجليل ميخائيل نياحة القديس
يوحنا السريانى